السؤال:السَّلام عليْكم ورحْمة الله وبركاته،
أشكرُكم على هذا الموقع الهادِف، وعلى حُسْن ردِّكم على رسائِل النَّاس الَّتي تنوِّر طريقَهم، وسؤالاي هما كالتَّالي:
ما حكم مَن يقترض من البنك قصد شراء مسكن للعائلة؟
هل نحن البشر مسيَّرون أو مخيَّرون؟
الجواب:الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فقد سبق حكم الاقتراض من البنك لشراء سكن في الفتاوى: "
هل القروض الربوية حلال في هذه الظروف؟"، "
حكم الاقتراض من البنك لبناء بيت"، "
شراء البيوت في أمريكا عن طريق البنك".
أمَّا كون البشر مسيَّرين أم مخيرين، فاعلمي أنَّهم مسيَّرون ومخيَّرون: مسيَّرون لأنَّهم لا يخرجون بشيءٍ من أعمالِهم كلّها عن قدرة الله - تعالى - ومشيئتِه، ومخيَّرون في أفعالهم من خير أو شرٍّ، ولم يُكرهْهُم أحدٌ على انتهاج هذا المسلك أو ذاك، وقد سُئِل - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن مسألة القدر وما يعمل النَّاس فيه: أهو أمرٌ قد قُضِي وفرغ منه أم أمر مستأنف؟ فقال: ((بل أمر قد قُضِي وفرغ منه))، فقالوا: ففيمَ العمل؟ فقال: ((اعملوا؛ فكلٌّ ميسَّر لما خلق له))...الحديث؛ رواه مسلم.
وعن علي - رضي الله عنه – قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في جنازة، فأخذ شيئًا فجعل ينكت به الأرض، فقال: ((ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة )) قالوا: يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ قال: (( اعملوا فكل ميسر لما خلق له، أما من كان من أهل السعادة، فييسر لعمل أهل السعادة، وأما من كان من أهل الشقاء، فييسر لعمل أهل الشقاوة؛ ثم قرأ: {
فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى* وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى* وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل:5-10].
وراجعي للأهميَّة الفتويين: "
شبهات"، "
هل الإنسان مُخيَّر أو مسيَّر؟"،، والله أعلم.